عالمٌ لايريدُ أن يعرفَ إسرائيل !!!!!!!!
By : Utopian Knight
يا آلَ إسرائيلَ.. لا يأخذْكم الغرورْ
عقاربُ الساعاتِ إن توقّفتْ، لا بدَّ أن تدورْ..
إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا
فالريشُ قد يسقطُ عن أجنحةِ النسورْ
والعطشُ الطويلُ لا يخيفنا
فالماءُ يبقى دائماً في باطنِ الصخورْ
هزمتمُ الجيوشَ.. إلا أنكم لم تهزموا الشعورْ
قطعتم الأشجارَ من رؤوسها.. وظلّتِ الجذورْ
نزار قبانيالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
* لم يكن أحدٌ من مشاهدي مسلسلات كـ " رأفت الهجان " أو " دموع في عيون وقحة " عند بداية ظهورها يتخيل أنه سيأتي عليه يومٌ يخاف من ذلك الاسم الذي لطالما سخر منه فأكثر من السخرية ، واستهزأ به أشد الاستهزاء ؛ ذاك أن إسرائيل لم تكن أمامه إلا مجتمعاً مفتوحاً له مشاكله ، وللمواطن فيه همومه ......
* أما في عصرٍ كعصر جيلنا أصبحت إسرائيل كاسم مرتبطة بمرادفات : الوحشية ، والقسوة ، واللارحمة ، والقوة، والترابط ، وهي دعاية مجانية لعدوٍ يحيط نفسه دوماً بهالةٍ ضخمة من الشائعات الكاذبة ، حتى إن رجل الشارع العربي قد أصبح لا يعرف عن إسرائيل سوى أنها تملك ، وأنها تدمر ، وأنها تفعل ....... ، وأن جنودها سفاحون حقيقيون ، وآكلة لحوم بشر لو اقتضى الأمر ، ودون ان نتمكن لحظةً من التفكير في الاتجاه العكسي أن اسرائيل قد تكون مجتمعاً هشاً له مشاكله وأمراضه الاجتماعية والتي قد تودي به إلى الانهيار تلقائياً ، وأنه - لربما - أن جنودها حفنةٌ من الجبناء لا أكثر ...... لكنها تلك الدعاية التي نمنحها لهم ، والتي تضخم ما ليس لديهم ، فضلاً عما هو لديهم بالفعل.
* ليس المطلوب - إذاً - أن نهمل شأن أو نضخم حجم إسرائيل الفعلي ، بل أن نتعامل معها كأمرٍ واقع قابلٍ للتغيير في ضوء معطيات أفكار الراغب في هذا التغيير.
* فلماذا نتصور أن إسرائيل مجتمعٌ يخلو من مشاكل رغيف العيش ، أو ضآلة المرتبات ، أو مشاكل صحية ، أو حتى فتن طائفية ؟ أو لماذا نضفي عليها صفات ليست فيها أصلاً ؟ ،فنجعلها بذلك لا تُقهر - ولو في أعماق نفوسنا على الأقل - ..... دون أن نعرف فعلياً ما هي إسرائيل.
* ألم يقم حزبُ الله - بعيداً عن مواضع الخلاف في مواقفه السياسية - بنزع تلك الهالة من حول إسرائيل ، وجرّدها من أساطير نسجتها نفوسُنا ، .... فلماذا نسينا ذلك الآن ؟ ، بينما نتذكر قوةً مزعومةً - ربما لم تكن لإسرائيل يوماً - فنستغيث ونرتجف !!!!!
* لم تعد إسرائيل دولة صغيرة محتلة لبلادٍ ليست - ولن تكونَ أبداً - لها ، بل صارت نوعاً من المحرمات ، والتي لا يجب ان نتلفظ باسمها ، أو أن نبحث في شئونها ، وإلا فإن ( المثقفين العرب !!!! ) جاهزون بقائمةٍ طويلةٍ من الاتهامات أولها التطبيع ، وآخرها الخيانة ، إن لم تكن الخيانةُ أولها وآخرها ؛ بدعوى أن ذلك يُكسب إسرائيل شرعيةً ليست لها.
* وحقٌ لنا أن نعجب ؛ فهل اعترافنا من عدمه سيغير حقيقة أن إسرائيل أمرٌ واقعٌ لا بد من فهمه حتى يمكن أن نتعامل معه ؟!!! ........ وهل نحن وإذ نتجاهل إسرائيل كأن ليس لها وجودٌ هو ما سيؤذي مشاعرَ - إن كانت لا تزال موجودةً - وسينغصُ عيشَ مواطنيها وقادتها ، فيعترفون بحقوق أشقاءنا الفلسطينين فيها ؟؟ !!
* علينا أن نعلمَ أننا وإذ ننتظر أن يحدث ذلك ؛ فسننتظر قروناً كثيرة قبل أن ندرك أنه لن يحدث أبداً ........ فالطريق إلى فلسطين إنما هو طريقٌ واحد يمر من فوهة بندقية كما قال نزار قباني ؛ فلن تعودَ أرضٌ أُخذت غصباً بكلامٍ منمق وعبارات جذابة عن التسامح والسلام دون تحرك فعلي ........
ولكن كيف سنواجه - أو بدون السين - مجتمعاً لا نعرفُ لغته أو ثقافته أو مشاكله ..... مجتمعاً قد غُرست رهبته في نفوسنا - وإن لمّا نعترف بذلك - .
* إنني أطالب بوضع تعريف شامل وعصري لتلك الكلمة المسماة بـ ( التطبيع ) ، ولكن مع فتح الأبواب المغلقة للمجتمع الإسرائيلي في تعلم وترجمة لغته ، وآدابه ، ورواياته ، وصحفه ، ونظمه : الاقتصادية ، والسياسية ، والإعلامية ....... إلى آخره ؛ حتى نعرف حقاً مع من نتعامل ، لا أن نأخذ أفكارنا من المواقف العابرة ، ونشرات الأخبار ، وآراء ( المثقفين !!! ).
* أما أن نتصورَ أو نؤمن بأن العالم لا يحوي إسرائيل لمجرد أننا نتمنى ذلك .... فليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
Utopian Knight
25/6/2009[b]