لمشاهده القصه في المدونة....اضغط على هذا الرابط
http://alr7ala.blogspot.com/2009/03/blog-post_12.htmlأو اقرأها هنا
كان يا مكان في قديم الزمان, شاب وسيم يعمل في صناعة حلوى المولد, وكان يطوف في البلاد حتى يبيع ما يصنعه من الحلوى على الأطفال في موالد أولياء الله الصالحين, حيث اعتاد الأطفال انتظاره من العام إلى العام بفارغ الصبر, ليشتروا من " عم وليد " حلوى عروس المولد التي اشتهر بانه أفضل صانع لها على الاطلاق, وفي احدى ليالي المولد الصاخبه, جاءته تلك الفتاة التي أسرت قلبه منذ ان تحولت من طفلة بسيطة لا تطيق انتظار دورها من أجل الحلوى, إلى فتاة ناضجة طاغية الأنوثة , و استطاعت بعينيها الزرقاء أن تسرق روحه وكيانه,ومنذ تلك النظرة وهو يتلهف من العام إلى العام هذه اللحظات القليلة التي يراها فيها وهي تشتري منه تلك الحلوى, وفي كل عام يراها يقول في نفسه:
-مالها لا تكتفي من الحلوى, أم أنها تشتهي كوي روحي وعصر قلبي.
وفي أخر مرة , اتخذ قرارا بأن أول ما سيفعله في المرة المقبلة هو أن يسأل عنها ويتقدم لخطبتها.
وتمر عليه الأيام هذا العام وكله أمل ورغبة في الحياة, منتظرا ذلك اليوم الموعود, حتى أنه من شوقه إلى ذالك يوم فوجئ انه وصل مبكرا يوما إلى تلك المدينه عن ميعاده السنوي, فطال عليه الليل, وكان النهار أكثر طولا, إلى أن اتى وقت المولد, ولكنها لم تأتي هذه المرة, ظل ينتظر وينتظر, وهو يرفض ان يغلق عربته ويذهب إلى النوم رغم نصح اقرانه له بسبب شدة البرد, ولكنه ظل متعلقا على أمل أن يراها , فهي لم تخلف هذا الميعاد أبدا.في اليوم التالي, رفض وليد أن يكمل رحلته في البلاد وقرر ان ينتظر حتى يعلم ما حدث لمحبوبته, فظل يسأل ويسأل, إلى أن دله أحد الصبيان عليها, فقال له:
إن منى أكبر اطفال المنطقه, فمهما كبرت ستظل طفلة في اعيننا وأعين القرية كلها, كانت تبعث بالبهجة والسرور في أركان البلد, بابتسامتها النقية وحركتها التي لا تهدأ مع الاطفال.
فرد وليد متسائلا:كانت؟؟؟؟
فقال الصبي:
-نعم, فهي بنت أحد أعيان البلد, لم يرغب يوما في تصرفاتها التي ظل يمقتها يوما بعد يوم,حيث كانت على خلاف سلو البد, إلى أن فرض عليها سجنا أبديا, فما كان لها إلا الهرب, ومنذ أن هربت والوالد لم يخرج من بيته, نادما على ماحدث, وقد عرض على من يجدها كل ما يطلب, ولكن لم تأته اية اخبار إلى الآن, فلا احد يعرف شكلها إلا أهل البلد.
سكت وليد وسكن الحزن داخل قلبه, ولم يزره النوم طيلة اسبوع أو يزيد, لم يدر كم من الوقت فات, ولكنه يعلم ان هذا الوقت لم يذهب هدرا, فقد وجد الطريق التي سيعيد بها حبيبته منى, مهما كلفه الأمر, وكان أول ما فعله في الصباح الباكر هو البدء في مشروعه الكبير, الذي سيعيد منى إلى والدها وبلدتها ولعلها تكون له, قام بتأجير مكان مغلق, وكان كل يوم يخرج ليشتري كميات كبيرة من السكر, ولا يسمح لأحد بدخول هذا المكان المغلق, إلى أن قارب عمله من الانتهاء, حتى بدء ينشر بأنه يصنع عروسة مولد لم يصنع أكبر منها من قبل, وسرعان ما تناقل الناس الأخبار, عبر البلاد, ولعل شهرة عم وليد ساعدت في اقتناع الكثير بجدية الموضوع.
وجاء يوم الكشف عن العمل الفني لعم وليد, وحين أسدل الستار عن العروسه في وسط حشود الجماهير, عم الصمت والذهول على أهل البلده, فقد كانت العروس طبق الأصل من طفلتهم منى , تكاد تكون هي, ولكنها مرتدية فستانا مكتوب عليه " عودي فأنا انتظرك ", فكانت هذه العروس الاكبر والاجمل على الطلاق, وكما توقع وليد, فقد جاء الكثير من الرسامين والمصورين لتصوير هذا الحدث الهام, وتم نشره في كل الصحف, وتداول أخباره بين الناس.
وظل وليد منتظرا في البلده إلى أن سمع صوت الزغاريد والاحتفالات, فقد عادت منى , فرقص قلبه طربا , وعقله راح في سكر عميق, ولكنه خاف الذهاب إلى محبوبته ليتقدم لخطبتها, خوفا من الرفض, فهو مجرد صانع حلوة, وهي بنت أكبر أعيان البلد, وحين كان يهم في الرحيل مكسور القلب, جاءته رسالة من والد منى بأنه يرغب في مقابلته عن طريق مجموعه من الأطفال, تردد كثيرا, ولكن ليس هناك ما يخسره.ذهب وليد إلي منزل منى, ليجد والدها يستقبله بالترحاب, وجلس معه فقال له:-
من الصعب ان يتذكر المرء الوجوه،فكيف استطعت ان تنحت وجهها بهذه الدقه؟
سكت كلاهما واكمل الاب :
-اعلم ان هذا لا ينبع الا عن حب صافي نقي، لذا ارجو ان تقبل ان تكون زوجا لها.
نظر وليد إلى الأرض وقال:
- ولكنك تعرف ما عملي وانا لا اناسب.....
قاطعه صوت رقيق عذب:
- انني لم أهرب إلا لأجد السلام مع عرائس الحلوى التي تصنعها, فما بالك بعدما صرت أنا احد تلك العرائس, فمن الافضل ان تأتي إلي قبل أن يلتهمني أحد غيرك.[/center]